السبت، أكتوبر 25، 2008

على قدر عقله!!

كنت ذاهبة كعادتي يوم الجمعة إلى ذلك المكان الطيب حيث أتلقى درسا دينيا مع صحبة من فتيات بلدتي
نجتمع فيه لله ونذكره فيه جل وعلا عله يذكرنا ويكفر عنا...
عندما أقترب من هذا المكان أجدني أمام طريقين لا يزيد الواحد فيهما عن الآخر شيئا
غير أنني تعودت سلوك واحد منهم.
وفي إحدى الجُمع لا أدري ما الذي جعلني أسلك الطريق الآخر وللمرة الأولى منذ أعوام!
عندما دخلت إلى الشارع وكان ضيقا نسبيا
وجدت طفلا صغيرا لا يتجاوز طوله نصف طولي ، ممسكا بفرع شجرة يلوّح لي به ويقول
-مفيش تعدية من هنا
!!!
في البداية لم أهتم وظننته مازحا لاهيا فابتسمت له ومضيت دون اكتراث
لكنني فوجئت به يقف في طريقي بكل حزم ويقول لي
- مش انا قلت مفيش تعدية من هنا!!
لم أتمالك نفسي فضحكت
وسألته
- ليه مفيش تعدية من هنا ؟؟
- هو كدا مفيش تعدية من هنا وخلاص
- طب لو انا عايزة اروح البيت اللي ورا دا اروح ازاي؟؟
- لفي من الشارع اللي جنبنا
في البداية قلت في نفسي هذا طفل صغير ولن أنزل بنفسي إلى هذا المستوى وأعاند معه
لأسلك الطريق الآخر حتى لا أتأخر
وقبل أن أهم بفعل ذلك خطرت لي فكرة
(ماذا لو كنت مكانه!!)
ما كنت أحسبني أحب أن يستخف (الكبار) بعقلي هكذا حتى ولو نفذوا لي ما أريد
فأنا أريدهم أن يفعلوه دون أن أفقد هيبتي واحترامي وشعوري بالأهمية
لا بالاستصغار والاستخفاف
حينها قلت لنفسي لا بأس من عشر دقائق أخرى أمضيها معه
علني أغرس فيه شيئا يذكرني به يوما
فاقتربت منه ودار هذا الحوار
- انت ليه مش عاوزني أعدي هو الطريق مقفول >>> وأنا أراه مفتوحا
- اه مقفول
- مين اللي قفله طيب انا مش شايفة حد
- انا اللي قفلته
- قفلته ليه طيب هو في اصلاحات هنا في المواسير ولا حاجة
- لا مفيش بس انا قفلته
- بس انا مش شايفة يعني انك قافله بحاجة لا في حواجز ولا حاجة
- لا بصي الخط اللي هناك دا
>> مددت بصري بضعة امتار فوجدت خطا ترابيا رسم على الأرض بعصا
- ايوا شفته
- هو دا بقا .. انا قفلته كدا .. محدش هيعدي الخط دا
- طيب صحيح انت اسمك ايه
- اسمي السيد
- اهلا يا سيد انا اسمي جهاد
>>> سكت
فاسترسلت
-طيب يا أستاذ سيد دلوقتي أنا عاوزة أروح البيت اللي ورا دا
قريب خالص والله مش هيخسرك حاجة لو عدتني
- لالا مفيش تعدية
- طب انا جاية من بعيد ولو لفيت للطريق التاني رجلي هتوجعني جدا
وهتأخر على معادي كمان
>> سكت ثم قال
- لالالا مفيش تعدية
- طب يرضيك يعني رجليا توجعني كدا !!! ربنا يسامحك
انا بجد زعلانة منك
عارف
انا همشي وهسمع كلامك وهلف من الطريق التاني
بس انت كدا هتيجي في يوم عايز تعدي من طريق
ورجلك واجعاك وتلاقي حد يوقفك ويقولك مفيش تعدية
>>> سكت وأخذ يتأملني وكأنه يفكر بعمق
ثم استدرت وهممت بالانصراف عائدة من حيث أتيت وأنا أقول له
- ربنا يسامحك بجد انا زعلانة منك
فوجدته يناديني
- خلاص خلاص تعالي عدي
والله مش قصدي ما تزعليش
انا كنت بهزر بس
تهللت أساريري كثيرا وزدتها تهللا اصطناعيا وانا اقترب منه واقدم له الشكر الجزيل
وأبدي له خالص امتناني على موقفه الشهم الرجولي
حتى لكأنني به ينتفخ زهوا
D:
مررت... ووصلت إلى مأربي ككل أسبوع
لكن هذه المرة بالتأكيد تركت داخلي إحساسا مختلفا
فقد شعرت بأنني .. تركت له شيئا
:)
......
أحبتي
أطفالنا هم بناة المستقبل
فلا تستخفوا بعقول
بيدها جعل العالم أحلى
:)

--------------------------------
هامش:
1- اعتذر عن الغيبة الطويلة وذلك للانشغال الشديد.
2- لم أغلق التعلقيات خطئا إنما أغلقتها عمدا وذلك بسبب انشغالي أيضا
فلا أريد لهوس متابعة التعليقات أن يقربني هذه الفترة
كما لا أريد أن تتركوا تعليقاتكم هنا دون رد
وإن كان من تعليق مُلح وإضافة لا تحتمل الاختزان في فكر صاحبها
فبريدي الالكتروني موجود .. استقبل رسائلكم على الرحب والسعة
:)
أسألكم الدعاء

الأربعاء، أكتوبر 01، 2008

عيد بعبق الحب ...كل عام ونحن في قرب


كل عام وأنتم بخير
كل عام وقلوبكم ملؤها الخير
كل عام ونحن نزرع الخير ونحصد الخير

كل عام وأنتم معنا على خير

***
كم هو رائع أن نُحدث الاختلاف والتنوع في الرتيب المتكرر
وكم هو ممتع أن نعيش الأحداث الدورية بأحاسيس مختلفة

هكذا أحب أن نستمتع بحياتنا التي انعم الله علينا بها
فقد وهبنا عقولا وقلوبنا نستطيع أن نراقص بها الكون فرحا
وننثر الأحاسيس مرحا وبهجة و.... نفعا .... لو .... أردنا



يأتينا العيد كل عام مرتين بعد فطر ووقت حج

تسأل أحدهم .......

- ها نظامكم ايه في العيد
- كالعادة يعني هنروح نصلي وبعدين نروح نفطر وندور بقى عالقرايب


وربما بل وكثير ما تجد...
- هتعملي ايه في العيد

- هعمل ايه يعني ولا حاجة انا حاسة بملل أصلا

والكثير الكثير من أمثال هذه الحوارات

تأملت هذا الحال وعجبت
كيف يكون هذا حال القلب في العيد من الملل والسآمة

والله شرعه ليبعث في القلوب الفرحة!!
كيف يكون الإحساس السائد هو الفتور
والعيد -يفترض- أوان تجديد وحياة ومرح وفرح!!


جاءتني أسباب عديدة ..
فربما هي الذنوب رانت على القلوب بكآبة تزيل البهجة
وربما هي الرحم المقطوعة قطعت الطريق بيننا وبين الأنس والألفة

وربما هو نسيان الحبيب وهديه في هذا اليوم فنسيت القلوب والجوارح كيف تحيا الفرحة


هذا ما توصلت إليه لوهلة أولى
وربما زاد عليه من الأسباب الكثير


ولكن..
مادمنا قد علمنا هذا فلنصلحه حتى نعلم غيره

أحبتي..
شهر رمضان شهر مغفرة وعتق ..
الذنوب كُفّرت

الزلات غُفرت ..
لعثرات أُقيلت

فافرحوا برحمة الله ومغفرته وعتقه

أحبتي..
صلوا أرحامكم ..
وجددوا علاقاتكم ..

صلوا من قطعكم ... لأجل الله

سامحوا من أخطأ بحقكم ... لأجل الله
اصفحوا عمن ظلمكم ... لأجل الله

أعيدوا الحقوق لأصحابها ... لأجل الله
اطلبوا السماح ممن أخطأتم به ... لأجل الله
كونوا أحبة ..... لأجل الله


أحبتي..
تخيلوا..
لو أن أحدكم استيقظ على صوت جرس الباب في الساعة الخامسة فجرا

فقام فزعا قلقا ..

وفتح الباب ...
ليجد الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه واقفا مبتسما
يقول له
(تقبل الله منا ومنكم .. كل عام وأنت بخير)
!!!
وأنه جاء صلى الله عليه وسلم ليقضي معك العيد

ماذا كنت لتفعل !!!

ربما تكون اجابة البعض
أختلي به صلى الله عليه وسلم في البيت
بعيدا عن الشوارع بمظاهرها المحزنة
من أغانٍ وحجاب لم يعد كالحجاب

وصيحات الشباب المتميعة
واختلاط النساء بالرجال اختلاطا حراما
و و و و

واجلس وإياه في ذكر وعبادة لأريه من نفسي خيرا



وظني والله أن الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه ماكان ليفرح بهذا

الحبيب جاء يعلمنا معنى الحياة .. معنى الفرح .. معنى المودة والألفة والحب

فارتدِ جديد الثياب اتباعا لسنة الحبيب
واخرج إلى الشارع وخالط الأهل والأصحاب اتباعا لسنة الحبيب
واضحك ملئ قلبك والعب ملئ جهدك وامرح وافرح والهُ .. اتباعا لسنة الحبيب
اشترِ بعض الحلوى ووزعها على أصحابك وصغار شارعك وأهلك ... اتباعا لسنة الحبيب
لاطف الأطفال وتصابى معهم .. اتباعا لسنة الحبيب
لا تنظرن لشاب أو فتاة نظرة سوء وظن آثم لأن ظاهرهما المعصية ..
بل ارحم وارفق وادعُ لهم بالهداية ..
اتباعا لسنة الحبيب

كن معنى من فرح ..
ولونا من مرح ..
كن بهجة .. كن بسمة

كن فراشة .. كن زهرة ...
كن نسيما .. كن عطرا


اتباعا لسنة الحبيب

ونهــــاية افرح ... وأَفرِح
اتباعا لسنة الحبيب


هكذا علمني حبيبي أن أحيا العيد

فاحيوه بالقرب ... من الحبيب


صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم

كل عـــام وأنتم بخير