الاثنين، ديسمبر 07، 2009

انكـسـارات


الشمسُ توشكُ أن تغيبْ

والليلُ يزحفُ واثقاً

في خَطْوِه ِ جَرَسٌ كئيبْ

والحقُّ مكتوفُ الإِرادةْ..

والشيخُ محرومُ العبادةْ..

والطفلُ يصرخُ خائفاً..

فالأمنُ صرعتهُ الحروبْ

***

في قلبِ أوطانيْ نشيدْ

منحورةٌ أنغامهُ..

واللحنُ مذهولٌ شريدْ

والتـّيهُ مخطوط ٌعلى..

جدران ِ أمجاد ِ الأ ُلى

والوَتـَرُ ينزفُ مثلما..

من عوده ِِ نـَزَفَ الوريدْ

***

الشمسُ توشكُ أن تغيبْ

والأرضُ تصرخُ بالجنودْ

(منْ ينقذ ُ الوطنَ السليبْ!)

فيردُّ منْ قلب ِِ المَدَى

صوتٌ يُجَلجـِلُ ساخراً

لـَكأنّه جيشُ العِدا:

"الجُندُ في أوطانهمْ

كالعابرِ البـَلِهِ الغريبْ

كالعابرِ البـَلِهِ الغريبْ"

***

الأرضُ توشكُ أن تبيدْ

ومُروجُها تـَرجو السّمَا

أنْ تـُنقذ َ الأملَ الوليدْ

وجبالـُها تـُجري الأ َسى

مثلَ انـْسكـَابَاتِ الرّجَا

في عين ِ عبْدٍ عَاجز ٍ

كالمارد ِِ التـّلِفِ القعيدْ

***

الشمسُ توشكُ أنْ تغيبْ

والأرضُ صدّعَهَا البـُكـَا

والكونُ يَرْفلُ في النـّحيبْ

الأمـنُ يَرجـفُ خَائفاً..

والحبُّ يَذوي تالفاً..

والحقدُ سيلٌ جارفٌ..

يهوي على التـّلِّ الخَصِـيبْ

***

الطفلُ يوشكُ أنْ يشيبْ!

والعرضُ باتَ وسيلة ً..

يُجنـَى بها الشرفُ الكـَذوبْ!

أينَ الكرامة ُ والرّجالْ؟!

أينَ المكارِمُ والخِصالْ؟!

أينَ التذوّقُ والجمالْ؟!

الكونُ مقلوبٌ عجيبْ!!

***
الشمسُ توشكُ أنْ تغيبْ

والأرضُ تصرخُ لمْ تزلْ

قدْ هدّهَـا ألمٌ عصيبْ

أينَ الدواءُ لـِهمّها..

أينَ الشّفاءُ لكربها..

الموتُ في أحشائها..

والسّـفـَهُ قدْ طردَ الطبيبْ

***

الوطنُ كالكـَهْل ِ الغريبْ

قد تاهَ بينَ جـِهاتـِهِ!

وتخطّفتْه يدُ الخطوبْ

لا شيءَ يُوضِحُ شرقـَهُ!

لا شيءَ يُوضِحُ غربَهُ!

لا شيءَ فـِي أفكارِه ِ!

أينَ الشَّمالُ منَ الجنوبْ؟!

***

الشمسُ توشكُ أن تغيبْ

والأرضُ تصرخُ بالجنودْ

ما من مُجيبْ ..

ما من مُجيبْ

صوتٌ يُقـَهْـقِهُ ساخراً:

"يا أرضَهم..

مـاتَ الجنـودْ

مـــــــــاتَ الجنودْ"