الاثنين، سبتمبر 22، 2008

بــــائــع التــرمــس


"ترمس"
"ترمس"
"ترمس يا أبلة"
------------
جاءني ذلك الصوت الرقيق لينتزعني من بين أمواج فكري التي كانت في شد وجذب مع أمواج البحر المترددة أمامي
على الشاطئ
ومع أني كنت قد شردت في اللاشيء كما العادة إلا أن الصوت لفت انتباهي بشدة لا تتناسب مع رقة الصوت و سطحية الشرود
نظرت إلى حيث يقف .. أو إلى حيث يمر
فهو لا يلبث واقفا .. بل يمر مرور الحييّ العفيف حتى تكاد تخاله لا يرجو من ندائه بيعا!!
لمحت تلك القامة الصغيرة التي لا تتجاوز المتر والأربعين سنتيمترا وذلك الجسم الضئيل النحيف
ينبئني بأنه ملك لطفل لا لرجل قزم
حاولت أن أستبين ملامحه لكنها تفلتت مني بسرعةِ تفلت قدميه من الرمال
---
عدت لشرودي ثانية أبحث عن تلك المنطقة الخالية من الفكر لأواصل فترة استرخائي
وماهي إلا دقائق حتى جذبني ذلك الصوت من جديد
عائدا من حيث ذهب
فانتبهت إليه سريعا علّي ألمح بعضا من قسماته
وليت أنّي ما لمحتها
عينان زرقاوتان سبحان من صور بهاءهما وركب صفاءهما
وشعر ذهبي تكاد حرارة الشمس تذهب بلونه
وأنف صغير كأنما وُجد على قدر فتحتي تنفس لا يزيد حولهما
وثغر شُقّ برقة تناسب براءة الصوت المنبعث منه
---
ملامح لا يُقال عنها طفولية
ولا يُقال عنها بريئة
فالطفولة لها سبق سن
والبراءة أن وصفتها فهي في حقها خبث !!
فوالله إنها لملامح ملاك طاهر تنزل من السماء على رسم واسم طفل
فهو ليس من أطفال البشر في شيء
---
ظل يروح على الشاطئ جيئة وذهابا
والشمس تلفح ذاك الجسد الرقيق ذاهبة بلونه إلى لون أحمر يثير ألم الناظر فكيف به يحرق صاحبه!!
هممت أن أستوقفه مرة لألتقط له صورة ... وأسأله :
- ما اسمك ...... يامن لا يُقال لك إلا ملك ؟؟
- وما عمرك ....... يامن لا تجاوز الزهر عمرا ؟؟
- ولماذا أنت هنا ...... في مكان لست منه وليس منك ؟؟
- أين والداك يا ترى ....... أقبضهما مالكهما ؟؟ أم ذهب الفقر بقلبهما ليتركاك هنا بين ملح وشمس ؟؟
أم ذهب الجهل بعقل أحدهما فسلط على بقيتكم شره ؟؟
أم أن اقتراب الموت حاجة ً كان أقوى من نزعة الحياة الطبيعية لديكم فأحياكم حياته الميتة ؟؟؟!!
- هممت أن أسأله ...... كم من مقتدر رآك ولم يُعِنك ؟؟
كم من متبجح ردك بغلظة وأهانك ؟؟
كم من فاقد بصيرة رأى نفسه أرقى من نفسك ؟؟
وكم من جاهل ظن أن له روحا ليست كروحك ؟؟
كنت سأسأله.....
- هل تبكي دمعا ككل الأطفال ؟!!
أم أن عيناك تقطر دما ؟؟ أم أنهما من طهرك تقطران لؤلؤا !!
أم أنك لا تبكي أصلا !!
فالدمع للأطفال وحياتك وجسدك ليسا من حيوات وأجساد الأطفال في شيء؟؟

- هل تحزن مثل كل الأطفال ... لأنك لم تحصل على تلك اللعبة ؟؟
أو تبكي لأنك حرمت ليوم من تلك النزهة ؟؟
أم أنك تبكي لأنك لا تجد اللقمة ..
والشارع لك مذلة لا مرح فيه ولا فرح !!!
---
أسئلة كثيرة كانت قد هيأت مكانها على طرف لساني
لكنني وفي آخر لحظة أعدتها إلى عقلي
قائلة لنفسي ....

ربما أنعم الله عليه بألا يدري بكل هذا
فلا أكن أنا وكل هذا عليه
.
.
انصرف إلى حياتك يا صغيري .. فربما كان لك فيها من الفرح أضعاف ما لغيرك من المترفين
!!!

الخميس، سبتمبر 18، 2008

خلطبيطة

1

أعتذر عن الغياب الطويل الذي لم يكن لي فيه يد
فقد ابتليت بانقطاع خدمة الانترنت لمدة تقارب الشهرين
حتى التدوينة السابقة (بلا عنوان) لست من أرسلتها بل كلفت من يرسلها

2

أعتذر أيضا عن عدم الرد على التدوينات السابقة
وذلك لأني ببساطة ... لا أريد
فقد مضى عليها زمن طويل أزال بهجتها في نفسي

3

رغم أنني لن أرد إلا أنني أشكر كل من شاركني رغم غيابي
وتذكرني رغم اختفائي
وزارني رغم انقطاعي عنه

4

شكرا لمن اهتم وسأل عن طريق المسنجر(أوف لاين) أو الجوال
وشكرا أيضا لمن لم يسأل
ليس تهكما
ولكن شكرا فعلا فرغم أن الانقطاع لم يكن بيدي
إلا أنه أفادني كثيرا

5

اشتقت إليكم بالفعل
واشتقت إلى مدوناتي التي ما لبثت أن فتحتها حتى تركتها
وأسأل الله ألا يتكرر هذا أخرى
وأن يعينني على تعويضكم ما فات

6

كنت قد خططت لسلسلة من أربع حلقات أدرجها في أربع تدوينات خلال شهر رمضان
وكانت لدي عدة أفكار مطروحة
ذهب بحلاوتها الانقطاع فأضاع رمضان مني دون كلمة طيبة
:(
فالله أسأل أن يجزيني بنيتي
وأن يوفقني لإفادة أخرى

7

نهاية
أسألكم الدعاء
فأختكم تمر بحالة صحية سيئة منذ ما يزيد على الأسبوع دون تقدم

أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
حتى ألقاكم من جديد

كل عام وأنتم بخير