الشمسُ توشكُ أن تغيبْ
والليلُ يزحفُ واثقاً
في خَطْوِه ِ جَرَسٌ كئيبْ
والحقُّ مكتوفُ الإِرادةْ..
والشيخُ محرومُ العبادةْ..
والطفلُ يصرخُ خائفاً..
فالأمنُ صرعتهُ الحروبْ
***
في قلبِ أوطانيْ نشيدْ
منحورةٌ أنغامهُ..
واللحنُ مذهولٌ شريدْ
والتـّيهُ مخطوط ٌعلى..
جدران ِ أمجاد ِ الأ ُلى
والوَتـَرُ ينزفُ مثلما..
من عوده ِِ نـَزَفَ الوريدْ
***
الشمسُ توشكُ أن تغيبْ
والأرضُ تصرخُ بالجنودْ
(منْ ينقذ ُ الوطنَ السليبْ!)
فيردُّ منْ قلب ِِ المَدَى
صوتٌ يُجَلجـِلُ ساخراً
لـَكأنّه جيشُ العِدا:
"الجُندُ في أوطانهمْ
كالعابرِ البـَلِهِ الغريبْ
كالعابرِ البـَلِهِ الغريبْ"
***
الأرضُ توشكُ أن تبيدْ
ومُروجُها تـَرجو السّمَا
أنْ تـُنقذ َ الأملَ الوليدْ
وجبالـُها تـُجري الأ َسى
مثلَ انـْسكـَابَاتِ الرّجَا
في عين ِ عبْدٍ عَاجز ٍ
كالمارد ِِ التـّلِفِ القعيدْ
***
الشمسُ توشكُ أنْ تغيبْ
والأرضُ صدّعَهَا البـُكـَا
والكونُ يَرْفلُ في النـّحيبْ
الأمـنُ يَرجـفُ خَائفاً..
والحبُّ يَذوي تالفاً..
والحقدُ سيلٌ جارفٌ..
يهوي على التـّلِّ الخَصِـيبْ
***
الطفلُ يوشكُ أنْ يشيبْ!
والعرضُ باتَ وسيلة ً..
يُجنـَى بها الشرفُ الكـَذوبْ!
أينَ الكرامة ُ والرّجالْ؟!
أينَ المكارِمُ والخِصالْ؟!
أينَ التذوّقُ والجمالْ؟!
الكونُ مقلوبٌ عجيبْ!!
***
الشمسُ توشكُ أنْ تغيبْ
والأرضُ تصرخُ لمْ تزلْ
قدْ هدّهَـا ألمٌ عصيبْ
أينَ الدواءُ لـِهمّها..
أينَ الشّفاءُ لكربها..
الموتُ في أحشائها..
والسّـفـَهُ قدْ طردَ الطبيبْ
***
الوطنُ كالكـَهْل ِ الغريبْ
قد تاهَ بينَ جـِهاتـِهِ!
وتخطّفتْه يدُ الخطوبْ
لا شيءَ يُوضِحُ شرقـَهُ!
لا شيءَ يُوضِحُ غربَهُ!
لا شيءَ فـِي أفكارِه ِ!
أينَ الشَّمالُ منَ الجنوبْ؟!
***
الشمسُ توشكُ أن تغيبْ
والأرضُ تصرخُ بالجنودْ
ما من مُجيبْ ..
ما من مُجيبْ
صوتٌ يُقـَهْـقِهُ ساخراً:
"يا أرضَهم..
مـاتَ الجنـودْ
مـــــــــاتَ الجنودْ"