الأربعاء، مايو 09، 2007

يا فرحة ما تمت


بعد سماعي خبر إعلان المحكمة الإدارية باإلغاء القرار الجمهوري الخاص بإحالة الإخوان إلى محاكم عسكرية
علت وجهي ابتسامة ساذجة .. لكنها لم تخلص من العجب ، فكما تعودت منذ فترة طويلة
-تكاد تكون عمري كله- أن هكذا أنباء .. بإحلال العدل وعمل (المفروض) لا تحدث!!!
حتى أنني في الحياة اليومية أصبح عاديا أن يتردد على لساني "ماهو عشان هو مفروض مش هيحصل"!!
ثم سرعان ماختفت هذه البسمة نهائيا خلف مخاوف وشكوك ترجمها سؤالي لناقل الخبر ... "وهيفرجوا عنهم بجد؟!!"
يا الله فقدت الإحساس بالثقة في أي شيء حتى أنني أقول لم أعد أشك للحظة أن العدل بين أيدي هؤلاء لن يتحقق.
ربما كان تساؤلي هذا ليس مبنيا على منطق أو خبرة سياسية بل أكيد هو كذلك ، ولربما رآه ذوو الحنكة السياسية
أو من أسميهم (الناس الكبار) ربما رأوه ساذجا كأخته البسمة الأولى ، ولكنه طُرح ، طرحا قض مضجع فرحتي بنسمة عدل.

وحتى يكتمل مسلسل الهم والغم ويتم عدم (إتمام) فرحتي بشكل متقن
أقرأ في نفس اليوم إعلان إخوتي معتقلي معهد التعاون الزراعي عن إضرابهم عن الطعام وقد تعجبت كثيرا لهذا الفعل
عندما قرأت تفاصيل الخبر واسبابهم (الغير منطقية) لإعلان الإضراب فمن حق الدولة بموجب قانون اللا قانون
أن تعتقل أي شخص أي كان ، ثم انهم لا ينظرون إلى الجانب الممتلئ من الكأس
أليست الزنزانة -عفوا- أقصد الغرفة مساحتها (3 * 7 ) بها أكثر من 20 شخص فقط!! وذلك لتشجيعهم على الإجتماعية و(التلاحم)
بها دورة مياه واحدة فقط حتى يحلوا بينهم التعاون ويتعودوا الإقتصاد فالمبذرين إخوان الشياطين
وقد ام توفير مستوى من النظافة يكفل وجود جميع أنواع الحشرات (عشان يتاملوا في مخلوقات الله!)
هذا وما أحلى الصحبة! مجموعة من المجرمين بين قتل وسرقات ومخدارت
ليقومو بإعطاء الطلبة المفكرين أصحاب الأخلاق الراقية خبرة في الحياة
(حرام يسيبوهم قطط مغمضة) ، وبين روائح ودخان المخدرات يحلو السمر وتهدأ الأعصاب و (يعلى الدماغ)
هذا فضلا عن الأمراض الجلدية المعدية المنتشرة والسماح بساعة واحدة في اليوم للتريض (مش عايزين يتعبوهم شوف الحنية)
ولا ننسى الخدمة الجليلة المقدمة باعتقالهم أيام الاختبارات لتضييع مستقبلهم (أقصد عشان يريحوهم من المذاكرة )
وغيره وغيره ... مش عارفة بجد هما معترضين على إيه!!
آآآآآآآه يا وطني ، آآآآآآآآآخ يا عدل
أبعد هذا ترسم بسمة ! أبعد هذا تتم فرحة!
يارب أسألك أن تفرج كرب كل أسير وأن ..
تتم علينا يوما فرحا

ليست هناك تعليقات: