بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد الخلق وأشرفهم وعلى آله وأصحابه أجمعين
في كثير من المشكلات التي تواجه مجتمعنا الإسلامي أجدنا مندفعين خلف عواطفنا اندفاعا جارفا يصعب معه أن نجد حلولا فاعلة لهذه المشكلات
في كثير من المشكلات التي تواجه مجتمعنا الإسلامي أجدنا مندفعين خلف عواطفنا اندفاعا جارفا يصعب معه أن نجد حلولا فاعلة لهذه المشكلات
وهذا ما حدث بالضبط مع موجة الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم
لست أدعو أن نكون ذوي صدور جوفاء .. عقول بلا قلوب .. ولست أدّعي أبدا أن العاطفة شيئ سيء بل على العكس فأنا دائما ما أقول أنه لا دافع لفعل أي شيء في هذا العالم إلا العاطفة .. أيا كان نوعها
ولكن المشكلة تكمن في كيفية التعبير وكيفية ترجمة هذه العاطفة . إن العاطفة المشتعلة هي دافع جبار لنجاح أي عمل لوووووو كان الفعل مناسبا للنجاح.إذا فماذا حدث في موجة الإساءة الثانية للحبيب صلى الله عليه وسلم ؟!! .. وماذا حدث في موجة الرد المناهضة هي الأخرى ؟؟!!!
حديثي اليوم مستقى من عدة جوانب أولها .. رغبتي الشديدة في رد هذه الإهانة والتي هي إهانة لنا نحن وليست للمحفوظ المنزه الحبيب محمد صلوات الله وسلامه عليه
ثانيها .. ما وجدته في الشارع
ثالثا .. ما وجدته من بعض الإخوة والأخوات المدافعين
رابعا .. مقال الأستاذ إبراهيم عيسى الأخير...
بداية .. الإهانة .. في المرة الأولى ظللنا نتشدق طويلا بكلمة (هذه إهانة لنا وليست للحبيب) نعم هي كذلك ولكن ما السبب وكيف عالجناها
السبب أننا تركنا ديننا وضيعنا سنة حبيبنا وتهنا وضعنا وتخبطنا في هذه الدنيا أهنّا أنفسنا فهنّا
ولما جئنا لنرد ... كان الرد في بداية مشعلا للأمل في النفوس بأننا أخييييييييييرا وبعد سبات عميق استيقظنا وأدركنا أن الوضع يجب ألا يستمر هكذاشجبنا ونددنا وقاطعنا ووووو كل هذا جميل ورائع فالغضبة لله ما أحلاها من غضبة ولكن ماذا بعد ؟؟؟هذا تعبير مبدأي ثم ماذا ؟؟ أين ذهبت حملات إيقاظ السنن ؟؟ أين ذهبت حملات التعريف بالمصطفى ؟؟ أين ذهبت استمرارية المقاطعة ؟؟ أين أين .. انشغلنا بانقسامنا إلى فريقين قسم يدعو إلى الحوار وقسم ينبذه
ثم شغلتنا الدنيا وتكاليفها عن السنن التي لا أنكر أن الكثيرين كانوا قد بدأوا بالمحافظة عليها .. انشغلنا عن دراسة السيرة وتدريسها كما كنا ننتوي .. وانشغلنا و انشغلنا .. وهدأنا .. وربما نسينا ............. كالعادة!!!!!!
حتى جاءت موجة الإساءة الثانية .. تلطم وجوهنا وتغرس جباهنا في الوحل .. وتسخر هازئة ... "هكذا أنتم وستظلون !! " أليس هذا ما حدث
بدلا من صحيفة واحدة .. صاروا 17 وبدلا من مسارعات للاعتذار .. خرجت الدعاوى تطالب بمزيد من الإساءة
وبدلا من فرصة تعريف العالم بحبيبنا .. جعلناها فرصة ممتازة لنثبت أننا إرهابيون وغوغاء بل واسمحوا لي أغبياء ولا نتعلم من أخطائنا وكل قضايانا وانفعالاتنا وقتية تأخذ وقتها بحسب حجم مسببها ثم تخمد وتخور القوى من جديد ونعود كما كنا بل وأسوأ.
ثانيا ما وجدته في الشارع هذه المرة .. يختلف تمااااااااااااااااااااما عما وجدته المرة الفائتة .. في تلك قاطعت محلات تجارية كثيرة البضائع الدانماركية .. وثار كثيرون ممن ليس لهم أي علاقة بالتدين بل وثار بعض النصارى أيضا وشعروا بسوء تلك الفعلة .. في المرة الأولى اهتم الأطفال والنساء والشيوخ والشباب .. القضية كانت تشغلنا حقا وكنا نشعر بالخزي وحتمية التغيير والانتفاض وبدأنا نتخذ خطوات كثيرة للإصلاح من أحوالنا مع سنن الحبيب وسيرته .. أما وقد تناسينا وعدنا إلى سباتنا .. فانزل الى الشارع واستوقف أحد المارة واسال هل عرفت إن الدانمارك أعادت نشر الرسوم المسيئة .. إجابتان لا ثالث لهما ستجدهما .. إما لا لم أسمع أو نعم سمعت شيئا كهذا ويمضي وليس على محياه سوى بعض امتعاض !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
هل عرفنا الفرق ؟؟ .. ماذا تغير .. الان الفئة المهتمة بالشأن الإسلامي والوطني الفئة المثقفة قل هي التي تعلم بالامر وهي التي تفعل شيئا وترد الان .. وهي التي حركت الناس في المرة الأولى لكنها للأسف لم تنجح في غرس الاستمرارية في قلوب من حركتهم ولم تنجح في ترك البصمة المطلوبة حتى لا يعود الوضع كما كان عليه .. وهذا ما حدث.
ثالثا .. الفئة المدافعة هذه المرة .. أنا لا أنكر الجهود ولا أحقر من عمل أحد ولا أشكك بنية أحد فالله وحده العليم المطلع وهو المجازي والله نسأل أن يزيدهم حمية للإسلام وأن يجعل غضبتهم في موازينهم .. ولكن لماذا لم يقف إخوتنا هؤلاء وقفة مصارحة وصدق مع أنفسهم .. وسألوها لماذا؟؟؟
لماذا لم يغير فعلنا الأول شيئا ؟؟ لماذا لا نجد الدعم والمشاركة بالقدر الذي وجدناه أولا ؟؟ لماذا نكرر أنفسنا ؟؟ لماذا لا ننظر إلى (كيس فطن) و (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين) ، لماذا دائما نثبت أننا لا نملك المرونة اللازمة لحل مشكلاتنا وأننا نظل نخبط رؤوسنا في عرض الحائط حتى تدمى ولا نيأس من كسره ؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!
لن أسرد إجابات ونصائح فإخوتي أقدر على هذا وأعلم مني بكل هذا .. ولكن هي كما قلت بداية ثورة العاطفة العمياء.
رابعا وأخيرا وهذا ما جد اليوم عندما قرأت مقال الأستاذ إبراهيم عيسى اليوم في الدستور والذي قرأه كثيرون منكم بالتأكيد وأثار جدلا واسعا بالتأكيد أيضا .. سأنتقي فقرات من حديثه تلخص وجهة نظره ثم أعلق عليها موضحة وجهة نظري التي ستأتي غالبا موافقة له
بداية .. يستعرض الأستاذ إبراهيم أفعال الحكومات والوزراء العرب والمسلمين تجاه حادثة الإساءة الأولى والتي اخبر عنها بقوله أنها حمى تدين زائفة .. والتحدث كالرجال .. و عملوا فرسان خالد ابن الوليد .. أمام الدانمارك تلك الدولة الضعيفة المسكينة التي ليس لهم معها مصالح اقتصادية ولا سياسية أو عسكرية كما أن أحدا منهم لا يضع أمواله في بنوك الدانمارك
وهنا لا أملك إلا أضحك همّا فهذا ما حدث بالفعل و إلا أين الغضبة للإسلام وكل حرمات المسلمين تنتهك؟؟؟؟؟؟
ثم يعلق على رفضنا للاعتذار في بداية الإساءة وعدم إيضاح ماذا نريد ردا ؟؟ .. وهنا لم أكن لأدعو إلى قبول الاعتذار و ما شابه لأن الأمر كله كلمات في كلمات ومحاولات لحفظ ماء الوجه لا تعنيني بقدر ما يعنيني التغيير الفعلي .. ولكنني أيضا لا أرضى أن يترك الأمر مفتوحا لا نهاية له .. يعني من الاخر زعلانين ومخاصمينكو ومش هنصالحكو وبس هه !!!!!!!!! .. ماذا استفدنا وماذا خسروا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ثم يعلق على رفضنا للاعتذار في بداية الإساءة وعدم إيضاح ماذا نريد ردا ؟؟ .. وهنا لم أكن لأدعو إلى قبول الاعتذار و ما شابه لأن الأمر كله كلمات في كلمات ومحاولات لحفظ ماء الوجه لا تعنيني بقدر ما يعنيني التغيير الفعلي .. ولكنني أيضا لا أرضى أن يترك الأمر مفتوحا لا نهاية له .. يعني من الاخر زعلانين ومخاصمينكو ومش هنصالحكو وبس هه !!!!!!!!! .. ماذا استفدنا وماذا خسروا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كان يجب إيضاح صيغة الاعتذار المطلوب .. طلب محاكمة الرسام .. طلب طرده تعنيفه .. أي حاجة في أي حاجة. ولكن لا نتركها هكذا حتى نفقد أوراقنا الرابحة .. إننا بفعلنا هذا رفضنا موقف الأعلى الذي يُطلب منه السماح والعفو ونزلنا إلى موقف .. احنا هنتحايل عليكو ؟؟ طب أهو !!!
(طب أهو) .. هذه كانت نشر الرسوم في 17 صحيفة ودعوة صريحة من ألمانيا بإعادة نشر الرسوم وزيادة الإساءة!!!!
ثم بعد ذلك يعلق الأستاذ إبراهيم على موضوع المقاطعة وأنها ليست بالفاعلية المطلوبة وهنا أختلف معه ولن أعيد لماذا المقاطعة فاعلة إذ تجدون الرد عند الأخ حسام في مدونته صوت الحرية .. جزاه الله خيرا.
ثم بعد ذلك يعلق الأستاذ إبراهيم على موضوع المقاطعة وأنها ليست بالفاعلية المطلوبة وهنا أختلف معه ولن أعيد لماذا المقاطعة فاعلة إذ تجدون الرد عند الأخ حسام في مدونته صوت الحرية .. جزاه الله خيرا.
ولكنني أتفق معه في نقطة جزئية من الموضوع وهي قصر أنفاسنا في ما يختص بقضية المقاطعة وهذه حقيقة ملموسة سواء بالنسبة للبضائع الدانماركية أو الأمريكية والصهيونية والرد عليهم وعلى الأستاذ إبراهيم يكون بالاستمرارية وتغيير نقطة ضعفنا تلك والتي هي .. قصر النفس.
ثم يواصل الأستاذ إبراهيم في رفضه للأسلوب المتبع لرد الإساءة مشيدا بموقف الدكتور يوسف القرضاوي في موقفه الأهدأ هذه المرة .. حتى يصل الأستاذ إبراهيم إلى السؤال الأهم .. ما الحل؟؟
ثم يواصل الأستاذ إبراهيم في رفضه للأسلوب المتبع لرد الإساءة مشيدا بموقف الدكتور يوسف القرضاوي في موقفه الأهدأ هذه المرة .. حتى يصل الأستاذ إبراهيم إلى السؤال الأهم .. ما الحل؟؟
ويعرض حلا من وجهة نظره هو تجاهل هذه الأفاعيل والبدء في تغيير أنفسنا تغييرا حقيقيا نسعد به حبيبنا المصطفى عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم .
وهنا أقول تعديلا لوجهة نظره حتى تلائمني أن نتجاهل نعم .. ولكن تجاهل المتعالي المترفع لا تجاهل اللامبالي
أن ترد فئة محدودة جدا ردا حكيما جدا نقول به أننا لسنا نيام وأننا نهتم ..ثم تكون الحركة الأعم و الأشمل والثورة الحقيقة ثورة داخلية نعزم فيها على التغيير .. على العودة الى اسلامنا وسنة حبيبنا .. نعزم فيها على أن نرد ردا عمليا على هؤلاء .. أن نجبرهم على احترامنا واحترام مقدساتنا بالفعل لا بالصراخ الذي لا يعود بصدى.
أسأل الله عز وجل أن ينفع بحديثي إن كنت أصبت وأن يغفر لي إن كنت أخطأت والله تعالى أجل وأعلم.