الجمعة، يونيو 15، 2007

حـــب ... في سـبـيـل الله


قالت تُنهي الحكاية : "وصعدت روح البطل الشهيد إلى عليين ،

تاركة دماءه تنزف على راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله) "

هَمَس برفق : لقد نامت

ردت وهي تقبل رقة كف الصغيرة : الحمد لله .. نوما هنيئا قطتي

نظر إليها بحنان قائلا : أتذكرين كم تمنيناها؟!

خفض رأسه وابتسم ابتسامة حزينة .. ثم شرد في ملامح الطفلة البريئة واسترسل

كانت حلما ورديا .. والآن هي واقع بهي مزهر

ربتت على كفه : أدامك الله لنا

انهمرت دمعة ساخنة على وجنته

لم تتمالك نفسها هي الأخرى .. فشق الروح إن دمع .. تمزق الشق الآخر

مابك؟!

سأشتاق إليكما ... قالها ونهض مسرعا إلى غرفتهما

هرولت خلفه : إلى أين تذهب؟!

عاجل إلى ربي

لطالما فعلت .. ماذا تغير!!

ألستِ تسألين لي الله الشهادة دوما ... ها قد استجاب ربك

اغرورقت عيناها بالدموع وقالت بدهشة : هل اتفقتم فعلا ؟! .. لم تُخبرني

وهو يُهيئ ملابسه : حبيبتي تعلمين أن هذه الأمور لها درجة قصوى من السرية

اليوم هو إذا؟!

مسح دمع وجنتيها برقة أنامله : بل الآن حبيبتي ..الآن

توجه إلى تلك الحقيبة التي جاء بها اليوم من العمل
ولم تشأ سؤاله عنها حينها لما رأته يخفيها

أخرج من الحقيبة حزامين ناسفين

نظرت إليهما في ذهول .. البكاء يلجمها ..

فالأحداث كانت أسرع وأكبر من أن تستوعبها بسهولة

نظرت يمنة ويسرة كالتي تبحث عن شيء ما ثم شردت لثوان

هرولت إلى الخارج سمعها تُجري اتصالا .. لم يصل سمعه من الحديث إلا كليمات

في ما بعد .. هي أمانة .. نعم انتبهي .. ستعرفين غدا ... السلام عليكم

عادت إلى الغرفة .. أخرجت عباءتها وحجابها

هو باستنكار : ماذا تفعلين؟!

ببسمة خنقتها دمعة : كما تفعل

!!!بحيرة شديدة : هل فقدتِ صوابك ! .. أين ستذهبين .. والصغيرة بالداخل

هاتفت (فلانة) وأخبرتها أن تنتبه لها .. لا تخف سأترك لها المفتاح

وستأتي باكرا قبل أن تستيقظ الطفلة

!!!!!!!!!!!!هل أخبرتها بالأمر في الهاتف

بضحكة متهالكة : لا .. تلميذتك يا حبيبي .. سأترك لها رسالة على الطاولة

مازلت غير مستوعب

يا قلبي لا تقلق .. ستربيها على حب الشهادة كما كنا نفعل .. فلطالما عشقتها مثلنا

ثم إن لها الله من قبل .. ولا أراه بإذنه تعالى مُضيعها

لم يتم إعدادكِ بعد

إيماني في قلبي .. الجنة صوب عيني .. شهادة تمنيتها عمرا .. ماذا أحتاج

حزامان لك واحد ولي واحد حتى نضمن نطاقا أوسع للانفجار

!!!!!!!!!بهذه البساطة

أنهت لف حجابها واقتربت منه .. نظرت في عينه

وقالت برقة تبكي : عندما كنت أدعو الله أن يرزقك الشهادةكنت أسأله أن ننالها معا

احتضنها بقوة .. فاضت مدامعهما

أفلتها بعزم .. لف حزامه وأغلق قميصه

لف لها الحزام الآخر حول خصرها .. وجثا على ركبتيه يساعدها في إغلاق أزرار العباءة

انخفضت إليه وأخذت بيديه فقبلتهما قبلة حب وامتنان

ذهبا إلى حيث ترقد الصغيرة ..ليودعاها

هم أن يدخل ليقبلها .. فجذبته بحنان لتمنعه قائلة : ستوقظها

استودعا الله أمنيتهما وفلذة كبديهما

و... توكلا عليه

*****

...قبيل الحاجز

شد على يدها .. دمعت

اصمدي

أحبك

وأنا أعشقكِ

مسحت دموعها بكمها وقالت بعزم : حسنا أنا مستعدة

اقتربا .. واقتربا

وكزه جندي .. وجذبها آخر

أفلتت يده

التقت عيناهما فتمتما ... لنا في الجنة ... لقاء

........................ثم

ابتسمت الصغيرة في منامها .. فقد رأت والديها يحلقان بين زهر ونور

هناك 13 تعليقًا:

Alaa يقول...

بكيت كما لم أبكي من قبل

Mohamed Abdelgeleel يقول...

اللهم ارزقنا الشهاده علي اعتاب المسجد الاقصي

صاحب البوابــة يقول...

السلام عليكم

اشكر كل من تساءل عن غيابي

ووقف بجانبي في محنتي

تحياتي لكل شريف حر

غير معرف يقول...

بسم الله الحمدلله والصلاة والسلام علي سيدنا رسول الله
كل مرة أزداد يقينا أنك وهبك الله موهبة فذة..ما شاء الله لا قوة الا بالله
القصة في مجملها رائعة..ما أجمل أن هذه العلاقة بين الزوجين وما أسماها . انها لم تقنع بأن تعيش معه عيشة هنية في الدنيا لكن حبها له حببها في الشهادة حتى تكون رفيقته في الآخرة كما كانت في الدنيا
ثم ماهذا يتركان بنتهما الرضيعة وهي أحوج ما تكون إليهما..لكنهما يعرفان ما عند الله من خير للشهداء فتاقتنفسهما للشهاده.. وعلمو ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين فلن يضيع هذه الفتاة غضة الاهاب طرية العود

أسلوبك يا أديبه يا عظيمه يذكرني بالرافعي في وحي القلم او المنفلوطي في النظرات
زادك الله ادبا
والسلام

غير معرف يقول...

أتريدين تعقيبا على الفكرة ..أم الادب ؟؟؟

لنبدأ بالفكرة ..
أظنها كالحلم يراودك ..او كالامل يطل عليك من عليائه ..يؤانسك ..ويسعدك ..

فان كانت ..فأنعم بها من فكرة .

حقق الله لك ما اردت ..

....
وادبيا فقولي فيها ..
ربما هذا بدايات قصصية لك ..فان كانت فهي بداية موفقة ..وان لم تكن ..فخطوة جيدة ..

ولكن تحتاجين اكثر الى عمق في الصورة ..والى ابداع اروع وارقى
..
كثرت مثل هذه القصص كثيرا ..فلتعزمي انت ان تتركي بصمة لا تمحى من بين هذه جميعا ..

واظنك ايتها الفاضلة لست عن الابداع غريبة ..

....

عذرا لاطالتي ..وهذا رايي فسيري موفقة باذن الله ..

غير معرف يقول...

جزاكم الله خيرا على المشاعر الجميلة الفياضة

ربنا يستقبل من سائر أعمال الخير

ونتممنى المزيد من الابداعات

غير معرف يقول...

ماذا أكتب فى منتهى الجمال أم فى منتهى الروعة
لا أقول الا حفظك الله وبارك لك فى موهبتك وزادك بها خدمة لدينه
اللهم احينا سعداء وامتنا شهداء
اللهم امين ......... امييين
.... حبيبة الدعوة

جهاد خالد يقول...

أخي الكريم .. علاء
لا أسال الله لك دمعا إلا لوجهه تعالى


أخي الكريم .. محمد عبد الجليل
اللهم امين امين امين
رزقنا الله واياكم



أخونا الفاضل .. صاحب البوابة
مبارك علينا عودتكم الى عالم التدوين

جهاد خالد يقول...

أخي الكريم إبراهيم
والله لست أجد جزاء لكريم مرورك
وجزل عرضك لانطباعك

أما عن الاطراء الذي ختمت به تعليقك
فيا اخانا لا تحملنا ما لسنا له اهلا
فلا ادب ولا عظمة في حضرة من ذكرت
غفر الله لنا ولكم ولهم

جزاك ربي الجنة

جهاد خالد يقول...

أختي الحبيبة just amuslim

أما عن الفكرة فهي كما أجدتِ حلم يراودني
فاللهم إجابة

وأما عن ما يدعى بين طيات هذه الكليمات أدبا
فهي بالفعل بدايات قصصية
حتى أنها لم تكن متعمدة
فاللهم توفيقا

نصيحتكم مأخوذ بها حبيبتي

بورك فيكِ
أتمنى أن تطيلي دااااائما

لكِ من القلب خالص ود

جهاد خالد يقول...

الاخ الفاضل ... صاحب البوابة
مروركم أزهر في القلب بهجة
ودعاءكم أمن وراءه الفؤاد
آمين آمين آمين

جزيتم الجنة



حبيبة القلب .. حبيبة الدعوة
مرحبا بكِ آآآآآلاااااااااف
أبهجتيني
وكفاني بها بهجة
دمتِ... أختي

دكتور حر يقول...

جزاكم الله خيرا
تدوينة رائعة
ومدونة متميزة

جهاد خالد يقول...

أخي الكريم .. دكتور حر
واياكم اخانا
متابعتكم تزيدنا تميزا ان شاء الله
جزيتم من كل الخير