الجمعة، يونيو 22، 2007

على الحدود


على الحدود
.
.
هي رحلة بحث أجوب فيها سعة النفس البشرية بما تحتويه من مشاعر وأحاسيس
لأقف على حدود الحس أتطلع إلى عالم الأعمال والأفعال
لست أدري بأيهما أبدأ وإلى أيهما أنتهي ، أأبدأ من حيث يتفجر الإحساس مولدا ردة فعل
أم أبدأ من حيث الفعل الذي يُنشئ إحساسا؟!هي حلقة ليس لها بداية ولا نهاية
والفرق بينها وبين الحلقات الأخرى في الكون
أن الإنسان يظل حبيس مركزها منذ إدراكه حتى هلاكه
.
.
هناك أناس مجردو الحس أو هكذا يُظن بهم ، حياتهم عمل دائب وفقط
فنشعر معهم أنهم يعيشون داخل ثلاجات مصنوعة من جليد المادة
فأصبحت قلوبهم مجمدة حتى أننا نخالها أحيانا لا تضخ الدم
من فرط زرقة أطرافهم وبرودة مشاعرهم
فلو أن همسة حانية وجهت من ثغرك إلى أذن أحدهم
!!!لحسبتها تجمدت بمجرد ملامسة الهواء المحيط برأسه فلم تصل إليه
وكم آسف عندما أقول أنه غالبا يلاقي هؤلاء نجاحات باهرة
على دروبهم المثلجة بابتسامة صفراء وصفقة كالصدع في الثلج
تصل بهم إلى قمة المجد كما يصل الصدع بين قعر المكعب وسطحه
هذا بطبيعة الحياة المادية أقصد بطبيعة المادية فقط دون حياة
.
.
وهناك آخرون مشاعرهم ملتهبة أو إن شئت فقل لديهم (حساسية مزمنة
حتى أنه إذا مرت عين أحدهم بزهرة ندية تراه أشرق كشمس الضحى
!!وكأن سعادة الدنيا تجسدت فيه إنسانا من لحم ودم
وفي نفس اللحظة إذا أصابت هذه الزهرة أنامل طفل عابث
!!تجد هذه الشمس لا في كسوف .. بل التهمت نفسها أسى واستحالت ثقبا أسود
لا نفع منه وبه الضرر والهم والغم محيط
.
.
..ربما بدا للوهلة الأولى أن الصنف الأول عامل بلا مشاعر والصنف الثاني شاعر بلا عمل
..ولكنني أثناء وقفتي التي أطالت وتأملاتي التي تمددت واستطالت
وجدت الأول عاملا بإحساس
وإحساسه: أن الإحساس منبوذ لا مكان له حيث أبراج المادية تتعالى
أو ربما كان إحساسه أن الهواء أصبح مثلجا
!!فليس عليه أن يظل دافئا حتى لا يصيبه الزكام
!!والثاني أيضا يملك أحاسيسا و مشاعرا (فياضة) وعمله .. أن يغرق فيها
، فالأول حي أكثر مما يجب
حتى أنه اخترق حدود الحياة ليموت دون أن يشعر ويدفن في مقابر المادية
أما الثاني فيحيا ويموت بعدد المواقف التي تولد فيه إحساسا
فإن فرح بُعث وإن حزن أُهلك ، وهكذا هو بين حياة وموت حتى أُنهك جسده
.!!فليس يستطيع عملا إلا أن يبتسم ويبكي ، فهو منحصر بين فم وعين وبضع عضلات
.
.
!هنا بالضبط وقفت على الحدود وتساءلت أيهما أريد .. أيهما أفضل؟
وبينما التساؤلات دائرة في رأسي رأيت على امتداد الخط الذي أقف عليه أصنافا أخرى .
تشكلت وتنوعت بحسب قربها من هذا الجانب من الخط أو ذاك
وفي هؤلاء شعرت بجمال الحكمة الإلهية في اختلاف الأنفس البشرية .
فمن هؤلاء من يرتفع تارة ويسقط أخرى وهو بين فرح وسرور وحزن وألم
يعمل للذة الإرتفاع فيشعر بنشوة الفرح ، وتغلبه أسباب السقوط فيحس غصة الألم
..ثم تدفعه إرادة الحياة لأن يتخطى الشوك حتى إذا صار الألم في أوجه
وضع قدميه في نهر بلسم شافي ، فهو ليس بالحي الميت ولا بالميت الحي
بل هو حي ينطلق من حياة لأخرى فلا يشعر أثناء تجدد حيواته إلا بقرصة عابرة
هي قرصة تمدد نفسه لتسع روحا أسمى.

هناك 8 تعليقات:

Alaa يقول...

جوب كما شأتي
و لكنك لن تجدي لذلك العالم حدود
لأنه لا يوجد لمكنونات النفس من حدود

فهي قالب بلا حدود
فيه محتوى غير معلوم لعله يتغير بين لحظة و أخرى
و لعله يظل كما هو حتى الممات

أما النويعن الذين تحدثتي عنهما
فكلاهما ليس بصواب

نوع يعيش داخل جدران المادية يعيش فيها و يموت فيها دون ان يرى سماء المشاعر و الأحاسيس

و نوع يهيم في في السماء طائراً ناسياً أنه ربما يقع بين لحظة و أخرى

فكلاهما يحتاج تصحيحاً
لا تختاري أي النوعين

اختاري أن تكوني رقيقة القلب و لكن كبيرة العقل

أحبي و لكني تعقّلي و لاتنجرفي فهناك حب شيطاني و هناك حب إلهي

غامري فالمغامرة تكسبنا خبرات و لكن لابد لنا من عقول لتتوقع المخاطر
لنتفاداها

اعملي بشطل مادي و لكن لا تجعلي المادية تسيطر عليكي و راعي الجانب الإنساني و قبله الشرع الإلهي


طيري في سمائك كما تشائين و لكن اعلمي أن الطائرة في السماء تحتاج وقود حتى لا تقع
هذا هو المزج بين الأحاسيس و الماديات


تحياتي لكي على إسلوبك الرائع
ربنا يبارك فيكي

جهاد خالد يقول...

الأخ الكريم .. علاء
أجدت القراءة
وأجدت الاستخلاص
معك بكل حرف أنا
وإن كنت قصدت بالحدود الخط الفاصل بين النوعين
وعلى الامتداد تنعدم الحدود

بوركت وزادك الله عقلا وحكمة

دكتور حر يقول...

على الحدود
اجمل مكان
لكن في العمق يكون أفضل إذا كان الحال يقتضي ذلك
هناك مواقف تحناج منا لبرود وثلجيه ككثير من التي في مصر
وهناك أخرى تحتاج للاتهاب الشعورى وهي أيضا في مصر لكنها تكون لما نحب ولمن نحب ولمن لا نصبر على الدنيا بغيرهم
لكن عموما الحياه مليانه بالباثولوجي زي البوست ده بالضبط

غير معرف يقول...

جهاد

بجد تدوينة رائعة

غالبا لا نختار بل نسير على الحدود طوال الحياة ندخل بخطوات مترقبة هنا او هناك ولكن يظل الاجمل ان نسير على الحدود حتى تصبح تلك الحدود ارضا صلبة واسلوب حياة
اظنه الافضل
لانه يكفل لنا قلبا عامرا وعقلا حاضرا

وحشانى ويارب تكونى بخير ومبسطوة وانتى بتقراى كتب الرافعى

جهاد خالد يقول...

اخي الكريم .. دكتور حر

وجهة نظر يعتمدها الكثيرون
وأحترمها
لكني لا أعتمدها
فأنا أكون حيث أريد وأجذب الزمان والمكان فالأحداث إلي
لا أكون حيث تقضي الأحداث
أكون حيث يجب أن أكون على هدي من ديني وانسانيتي
لا كما يريدني زمن فقد الدين والانسانية

تحياتي لزيارتك
ووجهة نظرك
داوم على الطرح

جهاد خالد يقول...

حبيبتي أسماء .. الفجرية

قراءتكِ راقت لي كثيرا جدا
جميل حديثك عندما قلتِ
(ندخل بخطوات مترقبة هنا أو هناك)
ولكن للأسف
أحيانا يكون هناك من يختار
أو من يستسلم لما وجد نفسه فيه
ويظل غارقا
(هنا أو هناك)


وانتي كمان واحشاني والله
الحمد لله مبسوطة ربنا يبسطك انتي كمان
:)

mo'men mohamed يقول...

كلامك أختى عن النوع التانى هذا اشعل بقلبى اللهيب لأناس أود دوما أن أراهم و لكن منعهم عنى الألم و الزمن فلم اعد اراهم و أننى لأدعوا الله أن التقى بهم اما فى رياضه أو فى مكان يجمع شمل الغائبين فى هذه الدنيا
السلام عليكم

جهاد خالد يقول...

أخي الفاضل .. نسرالشرق
جمعك الله بمن الهب الشوق إليهم صدرك
دنيا وآخرة
ولا فرقكم إلا في سبيله
جزيتم خيرا على المتابعة